لغز الحياة الغامض! هل وجدتم الإجابة؟
City Pages - July issue 2010
بقلم أمل أحمد البقشي
لطالما أخبرنا أهلنا و الذين هم أكبر سنا منا أن الحياة هي أحجية غامضة و لغز كبير و يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل أن نفهم هذا اللغز. و لكن و مع مرور الأيام نكتشف أن هذا اللغز يبدو لنا أكبر حجما و أكثر تعقيدا ولا نجد أي ثغرة قد تسمح لنا بفك شفرة من شفرات هذا اللغز. لا شك بأن الحياة هي رحلة صعبة تتخذ في معظم الأحيان الطرق الوعرة لكي تصل بنا إلى الهدف ،و قد نتوه في هذه الطرق و لا نجد أي سبيل للوصول إلى نقطة النجاح. برأيي إن هذه الطرق الوعرة و الجبال الزلقة هي التي تعطي هذه الحياة اللذة التي تنقصنا، كأفراد بمختلف الأعمار و الاهتمامات يجمعنا شيء واحد، و هو مجابهتنا للتجارب في جميع أوجه حياتنا المختلفة، و قد لا نعي ذلك و لكن هذه التجارب هي التي تصنعنا كأشخاص بالغين.
لقد سمعت الكثير من الناس تشتكي من الصعوبات التي تواجههم و كيف أن طاقتهم قد انهكت في حل تلك المشكلات. لكنني دائما أرى أن هذه المشكلات لها عدة أوجه، و كل شخص يرى وجه من مشكلته على حسب طريقة تفكيره، فقد يرى الجانب المظلم منها و قد يرى الجانب المضيء. نعم، إن هناك دائما جانب مضيء حتى في أظلم المشاكل و أضحلها. و لكننا بالطبع نغض النظر عن هذا البريق المتلئلئ لأن السلبية شغلت حيزا كبيرا من طريقة تفكيرنا و جعلتنا نسخ متعددة من الميلودراما التلفزيونية و المبالغة في ردات الفعل. و قد جعلنا هذا ننسى العقلانية و التفكير المنطقي الذي اختص به الإنسان و الذي أيضا نسيه مع اختلاط العواطف في حياتنا اليومية.
ولمُجارات قصة آباءنا الكرام، لنقل أن الحياة هي لغز و لكن أ ليس لكل لغز حل؟ لهذا هدفنا هو الوصول إلى هذا الحل بشتى الطرق. من وجهة نظري، إنني أفضل أن أخوض في خضم هذا اللغز كما فعل صديقنا المحقق شيرلوك هولمز في حل أكثر قضايا الأدب غموضاً. و لو دققنا في طريقة حل هولمز لهذه القضايا لرأينا أنه يبسط الأحداث إلى أبسط سيناريو و يحاول أن يدقق في أبسط تفاصيل حياة الأشخاص المرتبطين بتلك القضايا. ما أحاول قوله هو أن المرء لا يحتاج إلى مستوى ذكاء عالٍ كي يحل ما أطلق عليه أهلنا "اللغز الكبير" لأنه لا وجود لهذا الشيء. إنه فقط عقلنا البريء يحاول أن يعقد الخيوط المتوازية لكي يصنع منها جسراً أقوى تمر من خلاله الهواجس و المخاوف التي تأسرنا و تجعل منا سجناء داخل أبداننا الراضخة.
بالأحرى إنك جالس الآن تقرأ ما كتبته بأعلى الصفحة و تلقب كلماتي بالخرافات التي صعب على العقل أن يستوعبها. لن أعارض شيئاً مما تقول فلكل شخص رأي يخصه. لربما أن ما كتب في الأعلى هو ليس سوى أقاويل بلا معنى. و لكنني أحب أن أثبت حججي بعقلانية، لذا سوف أقدم مثالا حي ممكن أن يكون مرتبطاً بحياة أي شخص هنا في الكويت. لطالما سمعت عبارات التشاءم مثل "ملل" أو "مالي خلق" أو "ماكو شي نسويه!" . كما ترون أن كل تلك العبارات تتسم بالسلبية و الاحباط. في الواقع إنني أعتقد أن اذا سَمِعَنا شخصاً غريباً نتلفظ بمثل هذه العبارات لتصور أن الكويت ما هي إلا صحراء جرداء لا مبنى فيها و لا وسيلة نقل. إن أفكارنا السلبية هي التي تصنع عالمنا و تصور لنا صورة للواقع لا تمد للواقع بصلة. و هذا ما يجعلنا بعيدين من أن نحيى الحياة التي نريدها، الحياة التي نعطي فتعطينا بالمقابل جزاء عملنا الذي قدمناه. إن من يجلس و لا يفعل شيئا في حياته لا يجب أن يتوقع أن الحياة سوف تبتسم له و تجعل منه شخصاً ناجحاً. إنه شيء في قمة العقلانية. ليس علينا سوى أن ننفض وسادة الكسل من تحت رؤوسنا و نتربص من أجل فرص الحياة المتتالية التي لطالما تجاوزت أعيننا الغافلة و أذهاننا الحالمة في عالم من الخيال.
الحياة هي ليست أحجية بالغة التعقيد. إنها ليس سؤال ينتظر إجابة. الحياة هي العيش كإنسان، و هذا يعني عدم التطرف في استيعاب المفاهيم، فهناك من يأخذ حياته على أنها وسيلة للهو و الفوضى، هذا هو عدم الاكتراث. و هناك هؤلاء الذين يأخذون الأمر في بالغ الجدية لدرجة أنهم يصبحون أمواتا أحياء يسيرون بيننا ولكننا لا نلحظهم. الاعتدال هو الوسيلة. باختصار، قم بالشيء الذي تحبه، الشيء الذي يجعلك تبتسم و أنت تقوم به، و بنفس الوقت احرص على أن يكون هذا الشيئ عائدٌ عليك بالفائدة. سواء كان مادياً أو معنوياً، إن الفائدة قد توجد في أبسط الأشياء، ما علينا هو أن نُعيد تعريف مفهوم الفائدة في أذهاننا ليشمل مجموعة عريضة من الاختيارات. و لا تنسى فإن الابتسامة مهمة، حتى في أشد الظروف فإنها تعمل كالنسيم البارد في ليلة متهجة الحرارة.
بقلم أمل أحمد البقشي
لطالما أخبرنا أهلنا و الذين هم أكبر سنا منا أن الحياة هي أحجية غامضة و لغز كبير و يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل أن نفهم هذا اللغز. و لكن و مع مرور الأيام نكتشف أن هذا اللغز يبدو لنا أكبر حجما و أكثر تعقيدا ولا نجد أي ثغرة قد تسمح لنا بفك شفرة من شفرات هذا اللغز. لا شك بأن الحياة هي رحلة صعبة تتخذ في معظم الأحيان الطرق الوعرة لكي تصل بنا إلى الهدف ،و قد نتوه في هذه الطرق و لا نجد أي سبيل للوصول إلى نقطة النجاح. برأيي إن هذه الطرق الوعرة و الجبال الزلقة هي التي تعطي هذه الحياة اللذة التي تنقصنا، كأفراد بمختلف الأعمار و الاهتمامات يجمعنا شيء واحد، و هو مجابهتنا للتجارب في جميع أوجه حياتنا المختلفة، و قد لا نعي ذلك و لكن هذه التجارب هي التي تصنعنا كأشخاص بالغين.
لقد سمعت الكثير من الناس تشتكي من الصعوبات التي تواجههم و كيف أن طاقتهم قد انهكت في حل تلك المشكلات. لكنني دائما أرى أن هذه المشكلات لها عدة أوجه، و كل شخص يرى وجه من مشكلته على حسب طريقة تفكيره، فقد يرى الجانب المظلم منها و قد يرى الجانب المضيء. نعم، إن هناك دائما جانب مضيء حتى في أظلم المشاكل و أضحلها. و لكننا بالطبع نغض النظر عن هذا البريق المتلئلئ لأن السلبية شغلت حيزا كبيرا من طريقة تفكيرنا و جعلتنا نسخ متعددة من الميلودراما التلفزيونية و المبالغة في ردات الفعل. و قد جعلنا هذا ننسى العقلانية و التفكير المنطقي الذي اختص به الإنسان و الذي أيضا نسيه مع اختلاط العواطف في حياتنا اليومية.
ولمُجارات قصة آباءنا الكرام، لنقل أن الحياة هي لغز و لكن أ ليس لكل لغز حل؟ لهذا هدفنا هو الوصول إلى هذا الحل بشتى الطرق. من وجهة نظري، إنني أفضل أن أخوض في خضم هذا اللغز كما فعل صديقنا المحقق شيرلوك هولمز في حل أكثر قضايا الأدب غموضاً. و لو دققنا في طريقة حل هولمز لهذه القضايا لرأينا أنه يبسط الأحداث إلى أبسط سيناريو و يحاول أن يدقق في أبسط تفاصيل حياة الأشخاص المرتبطين بتلك القضايا. ما أحاول قوله هو أن المرء لا يحتاج إلى مستوى ذكاء عالٍ كي يحل ما أطلق عليه أهلنا "اللغز الكبير" لأنه لا وجود لهذا الشيء. إنه فقط عقلنا البريء يحاول أن يعقد الخيوط المتوازية لكي يصنع منها جسراً أقوى تمر من خلاله الهواجس و المخاوف التي تأسرنا و تجعل منا سجناء داخل أبداننا الراضخة.
بالأحرى إنك جالس الآن تقرأ ما كتبته بأعلى الصفحة و تلقب كلماتي بالخرافات التي صعب على العقل أن يستوعبها. لن أعارض شيئاً مما تقول فلكل شخص رأي يخصه. لربما أن ما كتب في الأعلى هو ليس سوى أقاويل بلا معنى. و لكنني أحب أن أثبت حججي بعقلانية، لذا سوف أقدم مثالا حي ممكن أن يكون مرتبطاً بحياة أي شخص هنا في الكويت. لطالما سمعت عبارات التشاءم مثل "ملل" أو "مالي خلق" أو "ماكو شي نسويه!" . كما ترون أن كل تلك العبارات تتسم بالسلبية و الاحباط. في الواقع إنني أعتقد أن اذا سَمِعَنا شخصاً غريباً نتلفظ بمثل هذه العبارات لتصور أن الكويت ما هي إلا صحراء جرداء لا مبنى فيها و لا وسيلة نقل. إن أفكارنا السلبية هي التي تصنع عالمنا و تصور لنا صورة للواقع لا تمد للواقع بصلة. و هذا ما يجعلنا بعيدين من أن نحيى الحياة التي نريدها، الحياة التي نعطي فتعطينا بالمقابل جزاء عملنا الذي قدمناه. إن من يجلس و لا يفعل شيئا في حياته لا يجب أن يتوقع أن الحياة سوف تبتسم له و تجعل منه شخصاً ناجحاً. إنه شيء في قمة العقلانية. ليس علينا سوى أن ننفض وسادة الكسل من تحت رؤوسنا و نتربص من أجل فرص الحياة المتتالية التي لطالما تجاوزت أعيننا الغافلة و أذهاننا الحالمة في عالم من الخيال.
الحياة هي ليست أحجية بالغة التعقيد. إنها ليس سؤال ينتظر إجابة. الحياة هي العيش كإنسان، و هذا يعني عدم التطرف في استيعاب المفاهيم، فهناك من يأخذ حياته على أنها وسيلة للهو و الفوضى، هذا هو عدم الاكتراث. و هناك هؤلاء الذين يأخذون الأمر في بالغ الجدية لدرجة أنهم يصبحون أمواتا أحياء يسيرون بيننا ولكننا لا نلحظهم. الاعتدال هو الوسيلة. باختصار، قم بالشيء الذي تحبه، الشيء الذي يجعلك تبتسم و أنت تقوم به، و بنفس الوقت احرص على أن يكون هذا الشيئ عائدٌ عليك بالفائدة. سواء كان مادياً أو معنوياً، إن الفائدة قد توجد في أبسط الأشياء، ما علينا هو أن نُعيد تعريف مفهوم الفائدة في أذهاننا ليشمل مجموعة عريضة من الاختيارات. و لا تنسى فإن الابتسامة مهمة، حتى في أشد الظروف فإنها تعمل كالنسيم البارد في ليلة متهجة الحرارة.
Comments
Post a Comment